أسواق المال العالمية تتأرجح بين الضرائب وأداء الشركات وأرقام كورونا

في مستهل التعاملات، سجل كل من مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك صعوداً ملحوظاً، في حين أثقل انخفاض أسهم كل من أمريكان إكسبريس وهني ويل على مؤشر داو جونز. ويتطلع المستثمرون بشغف إلى البيانات المتعلقة بأنشطة الأعمال، وذلك لتقييم مدى سرعة وتيرة الانتعاش الاقتصادي الحالي.
ووفقاً لبيانات "رويترز"، شهد مؤشر داو جونز الصناعي تراجعاً طفيفاً بمقدار 11.4 نقطة، أي ما يعادل 0.03 في المائة، ليصل إلى مستوى 33804.52 نقطة. في المقابل، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 3.8 نقطة، أو ما نسبته 0.09 في المائة، مسجلاً 4138.78 نقطة، بينما قفز مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 43 نقطة، أي بنسبة 0.31 في المائة، ليصل إلى 13861.367 نقطة.
على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، تكبدت الأسهم الأوروبية أول خسارة أسبوعية لها منذ ثمانية أسابيع، حيث طغت الزيادة المقلقة في الإصابات بفيروس كورونا على مستوى العالم على الأثر الإيجابي لتقارير الأرباح القوية. وفي سياق منفصل، قفز سهم شركة أولفندس، التي تتخذ من مدريد مقراً لها، في أول يوم تداول لها في سوق أمستردام.
وبحسب "رويترز"، انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.3 في المائة بحلول الساعة 0710 بتوقيت جرينتش، ويتجه نحو تسجيل انخفاض أسبوعي بنحو 1 في المائة.
كما تلقت معنويات السوق العالمية ضربة موجعة بعد انتشار تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم فرض زيادة في الضريبة على دخل الأثرياء، وهو اقتراح يرى البعض أنه سيكون من العسير تمريره في الكونجرس.
وتوهج سهم شركة أولفندس الإسبانية المتخصصة في توزيع التمويل بأكثر من 13 في المائة في أول جلسة تداول لها في بورصة يورونكست في أمستردام. وكانت الشركة قد أفادت في وقت سابق بأنها حددت سعر الطرح العام الأولي عند 11.50 يورو للسهم الواحد، وهو ما منحها تقييماً يناهز 7.2 مليار يورو.
وارتفع سهم شركة دايملر، صانعة سيارات مرسيدس-بنز، بنسبة 1.5 في المائة عقب إعلان الشركة عن رفع توقعاتها لأرباح عام 2021. في المقابل، انخفض سهم شركة مونكلير المتخصصة في صناعة السترات الفاخرة بنسبة 6.2 في المائة، على الرغم من تحقيقها زيادة قوية في مبيعات الربع الأول.
وفي القارة الآسيوية، تباين أداء الأسواق المالية أمس بين الارتفاع والانخفاض، وذلك على خلفية التقارير المتعلقة بخطة بايدن بشأن الضرائب. فقد ارتفع مؤشر سوق الأوراق المالية الكوري الجنوبي "كوسبي" ليصل إلى 3186.10، بزيادة قدرها 8.58 نقطة، أي بنسبة 27 في المائة عند الإغلاق.
في المقابل، أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض، حيث أثارت القيود الحكومية الأكثر صرامة الرامية إلى احتواء الإصابات بكوفيد-19 مخاوف جمة بشأن تعافي الاقتصاد. كما عززت التوقعات المخيبة للآمال الصادرة عن شركة نيدك الأجواء التي تتسم بالحذر والترقب في بداية موسم إعلانات أرباح الشركات.
وهبط مؤشر نيكاي بنسبة 0.57 في المائة ليغلق عند 29020.63 نقطة، في حين فقد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.39 في المائة ليصل إلى 1914.98 نقطة. وتكبد كلا المؤشرين خسائر تجاوزت 2 في المائة لكل منهما هذا الأسبوع.
وتعتزم اليابان، التي تجد صعوبة جمة في احتواء ارتفاع جديد في الإصابات بفيروس كورونا، إعلان حالة طوارئ "قصيرة وقوية" في طوكيو وغيرها من المدن الكبرى، وذلك بدءاً من 25 نيسان (أبريل) وحتى 11 أيار (مايو).
وستطالب الحكومة المطاعم والمقاهي بالإغلاق، وإقامة الفعاليات الرياضية الكبرى دون حضور جماهيري.
كما انهار سهم شركة نيدك، التي تصنع المحركات الدقيقة المستخدمة في الأقراص الصلبة لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، بنسبة 5.12 في المائة بعد أن جاءت توقعاتها السنوية للعام المالي الحالي دون متوسط توقعات المحللين.
وتعرضت الأسهم اليابانية لضغوط إضافية بسبب الأداء الضعيف لـ"وول ستريت" الليلة الماضية، وذلك على خلفية تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم مضاعفة الضريبة على الأرباح الرأسمالية تقريباً.
وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا، حيث خسر سهم طوكيو إلكترون 1.45 في المائة، وتراجع سهم فانوك 3.05 في المائة، وهبط سهم أدفانتست 1.25 في المائة. وتقدم 79 سهماً على مؤشر نيكاي مقابل تراجع 139 سهماً.
وكانت الأسهم الأمريكية قد تراجعت في اليوم السابق بفعل تقارير عن عزم الرئيس جو بايدن زيادة ضريبة الأرباح الرأسمالية لنحو مثليها، وهو ما أشار إليه المحللون بأنه أعطى مبرراً مقنعاً للبيع بهدف جني الأرباح في سوق تفتقر إلى الاتجاه الواضح قبيل إعلان نتائج شركات التكنولوجيا العملاقة خلال الأسبوع المقبل.
وتناولت التقارير أيضاً عزم بايدن زيادة ضرائب الدخل على الأثرياء، في مقترح يرى البعض أنه سيكون من الصعب أن يحظى بموافقة الكونجرس.
وفي هذا الصدد، صرح توماس هايس، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في صندوق التحوط جريت هيل كابيتال، قائلاً: "إذا كانت هناك فرصة حقيقية لإقراره، لكنا شهدنا تراجعاً بألفي نقطة".
وأشار بول نولتي، مدير المحفظة لدى كينجزفيو لإدارة الاستثمار في شيكاجو، إلى أن أي حديث عن اقتراح لزيادة الضرائب يثير قلق المستثمرين ويدفعهم إلى المسارعة بالبيع قبل التحقق من الأمر.
وأضاف: "إنه أقرب إلى رد فعل تلقائي مؤقت".
وأفادت مصادر مطلعة لـ"رويترز" بأن بايدن سيقترح رفع ضريبة الدخل الحدي إلى 39.6 في المائة من 37 في المائة، ومضاعفة ضريبة الأرباح الرأسمالية لنحو مثليها إلى 39.6 في المائة على أولئك الذين يحققون أكثر من مليون دولار سنوياً.
وأوضحت المصادر أن هذا المقترح يهدف إلى توفير حوالي تريليون دولار لإنفاقها على رعاية الأطفال والتعليم ما قبل المدرسي والإجازات المدفوعة الأجر للعاملين.
واستناداً إلى بيانات غير رسمية، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.94 في المائة، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9 في المائة، وفقد مؤشر ناسداك المجمع 0.94 في المائة.
وعلى صعيد الأسواق الباكستانية، اختتم مؤشر بورصة كراتشي، وهو أكبر أسواق الأسهم الباكستانية، جلسة تداول يوم أمس على انخفاض بنسبة 0.5 في المائة، أي ما يعادل 222 نقطة، ليستقر عند مستوى 44706 نقاط.
وبلغ حجم الأسهم المتداولة 96.999.702 سهم، وشمل التداول أسهم 331 شركة، ارتفعت منها قيمة أسهم 116 شركة، وتراجعت قيمة أسهم 199 شركة، واستقرت قيمة أسهم 16 شركة.
وفي العالم العربي، بلغت المكاسب التي حققتها البورصة المصرية خلال تعاملات الأسبوع الماضي حوالي 23.6 مليار جنيه، ليصل رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة في البورصة إلى حوالي 654.4 مليار جنيه.
وارتفع أداء مؤشرات السوق الرئيسية والثانوية بشكل جماعي، حيث قفز مؤشر السوق الرئيسي "إيجي إكس 30" بنسبة 4.5 في المائة ليبلغ مستوى 10600 نقطة، كما صعد مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" بنسبة 10.5 في المائة، مسجلاً 2011 نقطة، وزاد مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقاً بنحو 8.3 في المائة ليختتم التعاملات عند مستوى 2942 نقطة.
وفي تونس، أغلق المؤشر الرئيسي لبورصة تونس "توناندكس" تعاملات يوم أمس على ارتفاع بنسبة 0.49 في المائة، ليصل إلى 7066.59 نقطة. وبلغ حجم الأموال المتداولة 3.285 مليون دينار تونسي، أي ما يعادل 1.198 مليون دولار، وسط ارتفاع أسهم 25 شركة مدرجة في البورصة، وانخفاض أسهم 17 أخرى، واستمرار أسهم 22 شركة على ثبات.
وفي لبنان، أغلق مؤشر بورصة بيروت لتداول الأسهم والأوراق المالية يوم أمس على ارتفاع طفيف بنسبة 0.10 في المائة، أي ما يعادل نقطة واحدة، ليغلق عند مستوى 909.67 نقطة. وبلغت كمية الأسهم المتداولة 57 ألفاً و619 سهماً، بقيمة مليون و316 ألفاً و408 دولارات، نفذت من خلال 22 صفقة.
وفي الأردن، ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة 0.68 في المائة، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 1784.4 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمان خلال الأسبوع الماضي حوالي 6.3 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 6.4 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق، مسجلاً انخفاضاً طفيفاً بنسبة 1.8 في المائة. في حين بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي حوالي 31.3 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 25.5 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق. وبلغ عدد الأسهم المتداولة خلال الأسبوع الماضي 30.3 مليون سهم، نفذت من خلال 14471 صفقة.